بقلم: باي يوي إعلامي صيني
مع التزام مصر برؤيتها "رؤية 2030" وتكاملها مع مبادرة "الحزام والطريق"، يزداد التعاون الزراعي بين مصر والصين توطيدًا، مما يسهم بشكل كبير في تنمية الزراعة في مصر.
تعتبر الصين أكبر منتج للحبوب في العالم وثالث أكبر مصدر للحبوب، وتجربتها في التنمية الزراعية تستحق الاستفادة منها من قبل الدول النامية الأخرى. نهر النيل هو منبع تاريخ وحضارة مصر القديمة. فقد كانت حضارة مصر القديمة واحدة من أولى الحضارات التي بدأت في ممارسة الزراعة، وابتكرت أدوات زراعية وآلات ري متقدمة. ومنذ الدخول في الحضارة الحديثة، حققت الزراعة في مصر تطورًا كبيرًا، حيث تولي الحكومة المصرية اهتمامًا كبيرًا لإنتاجية القطاع الزراعي. وفي عام 2015، قدمت الحكومة المصرية مبادرة "مليون فدان" لتوسيع مساحات الأراضي الزراعية، كما بدأت البلاد أيضًا مشروع "مستقبل مصر" للإنتاج الزراعي، بهدف تحقيق الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي في السلع الاستراتيجية. ويولي الخبراء الزراعيون في مصر اهتمامًا متزايدًا بتجربة الصين في التنمية الزراعية.
بالإضافة إلى ذلك، يسعى البلدان في إطار منتدى التعاون بين الصين والدول العربية إلى تعزيز التعاون في مجال الزراعة. تمتلك الصين العديد من التجارب المهمة التي يمكن الاستفادة منها، مثل استراتيجية الأمن الغذائي الوطني وتعزيز التكنولوجيا الزراعية الحديثة وتسريع التحول الرقمي في الزراعة وتحسين نظام التعليم والتدريب للمزارعين، وهذه التجارب تساهم في مساعدة مصر على تخطي العقبات التي تواجه تنمية الزراعة في البلاد.
في السنوات الأخيرة، قامت مصر والصين بعمل كبير في تعزيز التعاون في تعزيز التكنولوجيا الزراعية وتطوير الزراعة الذكية.
وفي الآونة الأخيرة، أشار المشرف العام على قطاع العلاقات الخارجية بوزارة الزراعة المصرية الدكتور سعد موسى، إلى اتفاق مصر والصين على إنشاء لجنة فنية زراعية مشتركة تتولى متابعة تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه بين الجانبين، لافتا إلى توقيع مذكرة تفاهم أيضا لفتح السوق الصينية أمام صادرات المانجو المصري. اليوم، تم دخول المنتجات الزراعية المصرية مثل البرتقال والعنب إلى السوق الصينية، وتم تحقيق تصدير المانجو إلى الصين، مما يشير إلى فرص جديدة للتعاون الزراعي بين البلدين.
في مجال الري الذكي، قامت جامعة عين شمس في مصر بالتعاون مع جامعة نينغشيا في الصين بإنشاء مختبر للري الذكي الموفر للمياه، حيث تم بناء مركزين للتجارب في مزرعة المركز الوطني للأبحاث ومزرعة صحراوية للبحوث الزراعية في مصر بإجمالي مساحة يبلغ 320 فدانا. تتيح هذه المشاريع نظام ري يوفر أكثر من 20٪ من المياه بالمقارنة مع التقنيات المحلية وتقلل التكلفة بنسبة 30٪، مما يساعد في تعزيز قدرة مصر على توفير المياه في الزراعة والغابات ورفع الإنتاجية الزراعية الشاملة. هذا التعاون لا يقتصر فقط على مشاريع البحث المشتركة، بل يشمل أيضًا تبادل الزيارات بين الأساتذة والطلاب لتعزيز تبادل المواهب. بالإضافة إلى ذلك، يُعتَمَد نظام الري الذكي هذا على التوسع في أكثر من عشرين دولة عربية.
في مجال تنمية المنتجات الزراعية، يُعد مشروع الصين لبناء البيوت الزراعية الحديثة في مصر مثالاً حياً على تحويل الصحارى إلى مزارع مثمرة تنتج مجموعة متنوعة من المحاصيل الزراعية، مما يزيد من إنتاجية زراعة البيوت الزراعية في مصر.
في مجال الزراعة الذكية، وقع معهد البحوث حول الموارد الزراعية والتخطيط الزراعي في الصين والهيئة المصرية للمسح الجوي اتفاقية تعاون حول تأسيس مختبر مشترك لتطوير الزراعة الخضراء في مصر والصين، مما يرمز إلى توسيع التعاون بين البلدين في مجال الزراعة عن طريق التحليل عن بعد.
في السنوات الأخيرة، شاركت الشركات المصرية بنشاط في معارض الاستيراد الدولية في الصين، مما وسع القنوات المؤدية إلى السوق الصينية لمنتجات مصرية. إن تحسين مستوى النقل واللوجستيات أمر بالغ الأهمية لتطوير تجارة المنتجات الزراعية. مع تقدم الجانبين المصري والصيني في مشاريع التعاون مثل تطوير ممر قناة السويس، ستستقبل تجارة المنتجات الزراعية بين مصر والصين فرصًا جديدة.
في الوقت الحالي، تتطور علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين باستمرار، ونتطلع إلى مزيد من التعاون الوثيق والمتنوع بين البلدين في مجالات الزراعة الذكية ومكافحة التصحر وزراعة المحاصيل المقاومة للملوحة، لدفع عجلة التنمية الزراعية المشتركة بين البلدين وتحقيق رفاهية أكبر للشعبين المصري والصيني.
بقلم: باي يوي إعلامي صيني